شرح تفصيلي لقصبة فرندة القديمة (حمدوش حاليا )
هذا الحي الذي كان يمثل القلب النابض لمدينة فرندة عبر تاريخها الطويل ، حيث كان يعج بالحركة لتوافد أهل البلدة عليه لقضاء حجاتهم المختلفة وعرض سلعهم المتنوعة من صناعات تقليدية كالحلي والمنسوجات من أغطية وزرابي وجلابيب وأواني من الفخار والحلفاء من إبداع سكان الحي وأهل الأرياف المجاورة ، التي كانت تزين بها واجهات المحلات التجارية على مقربة من العين الكبيرة التي تتدفق بالمياه العذبة السلسة ، كما كان مسجد سيد الناصر العتيق الذي يعود تشييده إلى أواخر القرن الثامن عشر يعج بالمصلين وحفظة القرآن الكريم ، وكان يشرف عليه ثلة من العلماء والفقهاء الذين كان لهم فضل كبير في تربية وتوجيه أفراد المجتمع لما فيه خير البلاد والعباد من خلال الدروس والحلقات التي كانت تقام خلال كافة أيام الأسبوع ، إذ لا زال أهل المدينة يتذكرون العلامة الجليل سي المغراوي والحاج بومدين وسي الهبري والحاج بغداد ... إلخ ، لقد ساهم هؤلاء وغيرهم بما أتيح لهم من إمكانات في نشر العلم والثقافة فتخرج على أيديهم جيل أطبقت شهرته ألآفاق في مختلف العلوم والفنون .
يحن أهل فرندة إلى تلك الأيام الزاهية المفعمة بالحيوية والنشاط ، ويعز عليهم ما آلت إليه وضعية قصبة فرندة من الخراب والدمار حيث تحولت معظم مباني الحي إلى أطلال وقلت الحركة بالدروب والأزقة وأُغلقت المحالات التجارية ، فالحي يحتضر ولا أحد يحرك ساكنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى منه وإعادة ترميم ما انهار منه من مبان ومحلات تجارية من خلال دعم قاطنيه من التجار والحرفين ماديا ليستعيد الحي نشاطه وحيويته اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا على غرار ما نراه في جهات أخرى من الوطن .
يتخلل هذا السور مجموعة من الأبواب منها : " الباب الكبير ، باب التحت ، باب بوعرارة وباب السوق ، ومن بين هذه التسميات التي لا زالت متداولة بين الأهالي لحد الساعة " الباب الكبير " ، ولعله وصف بهذا ، كونه كان يمثل المدخل الرئيسي للمدينة . وكانت (( هذه الأبـواب الأربعة مرتبطة بقلب المدينة "حوش ربِّي " بواسطة شبكة من الأزقة الضيقة التي تؤدي في الوقت ذاته إلى مسجد القصبة )) (1) . ولعل ما يستوقفنا هنا عبارة " حوش ربي " ، فالحوش كما تقول معاجم اللغة العربية " ما حول الدار " أو ما يحيط بها من مساحة ( Cour ) وإضافة لفظ " رب" إلى الحوش قد يكون من باب " الوقف" المعروف في الإسلام ، وتعني " بيت الله "، وهو المكان الذي يقصده عابرو السبيل ، ومن المعروف أن شاعت هذه الظاهرة في القديـم ولا زالت إلى يومنا هذا .
تمثل (( المجموعة السكنية داخل القصبة سلسلة من المباني المتلاصقة الممتدة على طول السور الذي يحمي المدينة المحاطة ببستان واسع " جنان اولاد محاية " نسل الشرف " و" مقيل البقر" ملك الأثرياء من سكان القصبة )) (2) . ومقيل كلمة عامية مشتقة من " قال : يقيل: قيلولة ، وهي النوم عند الظهيرة وكونها ارتبطت بالبقر للدلالة على المكان الذي كانت تقيل فيه هذه الأخيرة في فصل الحر.
يتشكل (( سكان المدينة القديمة من أجناس مختلفة ، يقيم كل منها بناحية من نواحي القصبة لدرجة أن أصبحت دروبها تنتسب إلى المقيمين بها ، وتسمى بأسماء القاطنين بها ، فهناك درب الشرفة " اولاد سيدي عمر" ، درب زواوة ، درب اليهود ودرب الغواطيين الجنوبيين . إن حركة التنقل بدرب الشرفة " بالقرب من المسجد " تكاد يقتصر على سكان هذا الدرب أو أقربائهم )
لا تشكل القصبة القديمة إلا جزءا من المدينة الحالية . وكان لهذا التوسع أثره السلبي على المدينة القديمة حيث فقدت ـ وبحكم الترميمات التي أدخلت على مبانيها ـ أبرز معالم المدن القديمة إذ مال قاطنوها إلى إقامة مساكن لائقة تتماشى والنمط المستحدث بعد قدوم المعمرين
يتخلل هذا السور مجموعة من الأبواب منها : " الباب الكبير ، باب التحت ، باب بوعرارة وباب السوق ، ومن بين هذه التسميات التي لا زالت متداولة بين الأهالي لحد الساعة " الباب الكبير " ، ولعله وصف بهذا ، كونه كان يمثل المدخل الرئيسي للمدينة . وكانت (( هذه الأبـواب الأربعة مرتبطة بقلب المدينة "حوش ربِّي " بواسطة شبكة من الأزقة الضيقة التي تؤدي في الوقت ذاته إلى مسجد القصبة )) (1) . ولعل ما يستوقفنا هنا عبارة " حوش ربي " ، فالحوش كما تقول معاجم اللغة العربية " ما حول الدار " أو ما يحيط بها من مساحة ( Cour ) وإضافة لفظ " رب" إلى الحوش قد يكون من باب " الوقف" المعروف في الإسلام ، وتعني " بيت الله "، وهو المكان الذي يقصده عابرو السبيل ، ومن المعروف أن شاعت هذه الظاهرة في القديـم ولا زالت إلى يومنا هذا .
تمثل (( المجموعة السكنية داخل القصبة سلسلة من المباني المتلاصقة الممتدة على طول السور الذي يحمي المدينة المحاطة ببستان واسع " جنان اولاد محاية " نسل الشرف " و" مقيل البقر" ملك الأثرياء من سكان القصبة )) (2) . ومقيل كلمة عامية مشتقة من " قال : يقيل: قيلولة ، وهي النوم عند الظهيرة وكونها ارتبطت بالبقر للدلالة على المكان الذي كانت تقيل فيه هذه الأخيرة في فصل الحر.
يتشكل (( سكان المدينة القديمة من أجناس مختلفة ، يقيم كل منها بناحية من نواحي القصبة لدرجة أن أصبحت دروبها تنتسب إلى المقيمين بها ، وتسمى بأسماء القاطنين بها ، فهناك درب الشرفة " اولاد سيدي عمر" ، درب زواوة ، درب اليهود ودرب الغواطيين الجنوبيين . إن حركة التنقل بدرب الشرفة " بالقرب من المسجد " تكاد يقتصر على سكان هذا الدرب أو أقربائهم )
لا تشكل القصبة القديمة إلا جزءا من المدينة الحالية . وكان لهذا التوسع أثره السلبي على المدينة القديمة حيث فقدت ـ وبحكم الترميمات التي أدخلت على مبانيها ـ أبرز معالم المدن القديمة إذ مال قاطنوها إلى إقامة مساكن لائقة تتماشى والنمط المستحدث بعد قدوم المعمرين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire